هل تراجع العمل الجمعوي الرمضاني في ظل أزمة كورونا ؟

من Khadija ABERJI
إجتماعي
عرف المجتمع المغربي بسيادة قيم التضامن والتكافل والتعاون بين فئات المجتمع، خاصة في شهر رمضان الفضيل، حيث يبادر الكثير من الناس إلى الأعمال الخيرية لكسب الأجر والثواب. وتعتبر الجمعيات من المؤسسات الدؤوبة على العمل الخيري طيلة أشهر السنة وبالأخص في شهر رمضان الأبرك. حيث اعتادت هذه المؤسسات على توزيع مساعدات غذائية للأسر المعوزة والفئات الهشة في المدن والقرى المغربية، وأيضا تنظيم موائد إفطار جماعية تعرف باسم "موائد الرحمن" لفائدة المحتاجين والمتشردين وعابري السبيل وغيرهم.
غير أن رمضان هذه السنة يكتسي طابعا خاصا، نظرا لفرض الحجر الصحي وتقييد حركة المواطنين للحد من انتشار وباء كورونا. فهل تراجع العمل الجمعوي الرمضاني في ظل أزمة كورونا –كوفيد 19- أم انه اتخذ أوجها مختلفة ؟
في سعي منها للاستمرار في أعمالها الاجتماعية والإنسانية وفي دعم الأسر المعوزة في شهر رمضان بالخصوص، تقوم العديد من الجمعيات بتقديم الإعانات وتوزيع المواد الغذائية على المحتاجين والفقراء لسد حاجاتهم الغذائية محترمة شروط السلامة والوقاية المعلن عنها من الجهات الرسمية، وتقوم أخرى بتوجيه الإمكانات البشرية لتقليص تنقل الأفراد خاصة الأكثر عرضة لخطر وباء كورونا، وذلك باقتناء طلباتهم وإيصالها لهم إلى مساكنهم (جمعية الانطلاقة مثلا بأفورار- إقليم ازيلال).
وتعد هذه المبادرات بديلا لموائد الرحمن التي تنتشر كل عام في شهر رمضان والتي منعت هذا العام لمنع التجمعات والاختلاط بين المواطنين تنفيذا للإجراءات الوقائية والاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا. ومن البدائل الأخرى التي اعتمدتها الجمعيات هي تقديم مساعدات للمؤسسات التي بادرت إلى إيواء الأشخاص بدون مأوى لسد حاجاتهم من المواد الغذائية والطبية في الظرفية الحالية. فيما فضلت جمعيات أخرى اعتادت تقديم أنشطة رمضانية، فضلت التبرع للصندوق الخاص لمواجهة أزمة كورونا وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية.
وختاما، قد تختلف أوجه العمل الجمعوي وقد تعرف تقييدا نظرا لتطور الوضعية الوبائية ببلادنا، لكنه لم يختف قطعا من الميدان بل ظل قائما وحاضرا بأساليب تلاءم ظرفية الطوارئ الصحية الحالية. كما تجدر الإشارة إلى أن التزام الجمعيات والتفاعل الايجابي للمواطنين مع توصيات وتوجيهات الجهات الحكومية من شانه أن يساعد الدولة على مجابهة هذه الأزمة وتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة.