المعاناة النفسية للأطفال في دور الرعاية

par حكيمة الخمليشي

Sociale

موضوعنا اليوم يحمل في طياته موضوعا مهما وشائك ويمسنا جميعا باختلافاتنا الفكرية والمذهبية والسياسية وهو متعلق بالحياة النفسية والاجتماعية للأطفال في دور الأيتام.

لفهم الحياة النفسية والاجتماعية للأطفال في دور الأيتام التي ترفع اليوم شعار « الحماية والرعاية والتعليم » ولا ترحب فقط بالأيتام ولكن أيضا الأطفال المتخلي عنهم لعدم وجود والديهم بسبب الموت، والعوز، والسجن، أو الصعوبات التي يوجهونها بسبب عدم القدرة على ضبط سلوكياتهم مما يؤدي إلى التخلي عن أطفالهم،  فيتعرض هؤلاء الأطفال للبؤس الاجتماعي والثقافي والرفض العاطفي يعيشون في سياق الحرمان من الحب والحرمان العاطفي نتيجة الفصل المبكر عن الأسرة.

   في حين تتدخل دورالرعاية بأساليب تعليمية تقليدية فيضل هدا الدعم هامشي من طرف هاته المنظمات الحكومية وغير الحكومية حيث يقتصر دائما على التبرع المادي والدعم المالي في حين أن النمو النفسي للأطفال مهمل إلى حد كبير مما يجعل ضعف الثقة في النفس عند هؤلاء الأطفال يؤثر على دكائهم العاطفي.

ان الطفل المتخلي عنه ومعاناته مع الانفصال المبكر عن الأسرة التي سببت له ندوبا نفسية وجسدية وعلائقية نجمت عن احباط حاجياته النفسية والبيولوجية مما يدفع بالطفل الى تحقير ذاته كنوع من المواجهة للعنف المادي والرمزي المسلط عليه من الخارج و يجعله يقوم بسلوكيات مخالفة لتوجهات المجتمع والتصدي لضوابطه بسبب الانكسار النفسي , لعدم قدرته على التوافق مع ذاته و الاندماج داخل المجتمع مما يِؤثر على وجوده الاجتماعي وكيانه النفسي..

و المشكلات النفسية والانفعالية التي يعيشها الطفل نتيجة هدا التخلي وعدم اشباع حاجياته يجعله في حالة عدم توازن سواء على المستوى النفسي المتمثل في انعدام الثقة في النفس أو ضعفها وعلى المستوى السلوكي المرتبط بضعف مستوى الدكاء العاطفي.  

و الثقة في النفس لدى الطفل المتخلي عنه مرتبطة بالتخلي عليه سيكولوجيا وعلائقيا  مما له تأثير قوي على اتجاهاته الآنية وسلوكياته المستقبلية كما سيهدف و بعض الجوانب النفسية التي يعيشها الطفل من صراعات انفعالية ونظرا لخصوصية مرحلة الطفولة خاصة أنها تتسم بالطراوة والقابلية للصقل بسبب قلة الخبرات، حيث يمر فيها الطفل  بمرحلة التكوين العقلي الجسمي النفسي والاجتماعي فيكون مهيأ لامتصاص واستدخال واستدماج لقيم المجتمع ودراسة الاضطرابات السيكولوجية لتقدم تفسيرات كاملة ومرضية لمشكل الثقة بالنفس وتأثيرها على الذكاء العاطفي عند الأطفال المتخلي عنهم دون اغفال جانب السوسيولوجيا .