الدخول المدرسي في أوج كوفيد-19...ترقب وتخوف وضرورة

من Khadija ABERJI

إجتماعي

انتهي الموسم الدراسي الفارط الذي اعتمد فيه على التعليم عن بعد بسبب انتشار فيروس كورونا بالمغرب كباقي دول العالم، انتهى بأمل عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي في الموسم الدراسي 2021/2020، أي عودة التلاميذ والطلبة إلى صفوف الدراسة الحضورية. لكن، ومع اقتراب الدخول المدرسي لهذا العام الجديد، اتخذ عدد الإصابات بفيروس كورونا بالمغرب منحى تصاعديا، فتغيرت مجرى الأمور والتوقعات، وبدأ عن قرب ترقب ما ستؤول إليه الأوضاع وما ستصرح به الوزارة الوصية والفاعلين الآخرين بخصوص الموسم الدراسي الجديد في ظل هذا التزايد الكبير للحالات المصابة بكوفيد19 وتصاعد الوفيات أيضا.

وجاء الرد في الأسبوع الماضي من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، باقتراح ثلاث سيناريوهات تتماشى وتطور الوضع الوبائي ببلادنا. السيناريو الأول: اعتماد التعليم الحضوري في حال تراجع عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا. السيناريو الثاني: التناوب بين التعليم الحضوري والتعليم الذاتي عن بعد، في حال استقرار الحالة الوبائية. والسيناريو الثالث والأخير: اعتماد التعليم عن بعد بشكل كلي، في حال - لا قدر الله- استمرار  تزايد عدد الإصابات بكوفيد19.

وعلى ما يبدو، فهذه السيناريوهات الثلاث، لم ترح بما يكفي جميع الأطراف المعنية، خاصة أولياء أمور التلاميذ، الذين يتوجب عليهم الالتزام بتحمل مسؤولية إصابة أبناءهم في حال اختيار التعلم الحضوري لهم، الشيء الذي اعتبره معظم الأهالي تجردا للوزارة والدولة من مسؤوليتها في حماية التلاميذ. كما أن اليونيسيف شددت على ضرورة توفير دروس حضورية للتلاميذ والطلبة في ظروف آمنة قدر الإمكان.

هذا الجدال الواسع حول الموسم الدراسي الجديد والاستثنائي خلف تخوفا كبيرا في أوساط التلاميذ أنفسهم وأولياء أمورهم، كما في صفوف الأساتذة والجهات الحكومية، خشية انتشار الفيروس في المدارس والمعاهد والجامعات في حال اعتماد التعليم الحضوري بشكل كلي، وخوفا من نتائج غير مرضية من نظام التعليم الذاتي، خاصة وأن بعض الأرقام تحدثت في الموسم الماضي عن أن التلاميذ لا يمضون أزيد من ثلاث ثوان أمام المنصات الالكترونية المعتمدة في إطار التعلم عن بعد. أضف إلى ذلك عدم تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ خاصة فيما يتعلق بالإمكانيات المادية والتقنية لمتابعة الدروس ذاتيا، الشيء الذي من شأنه تعزيز الفرو قات في جودة التعليم بين التلاميذ من مختلف الطبقات الاجتماعية وكذا في الوسط الحضري والقروي.  

وسعيا لإنجاح السيناريو الأول الأكثر تفاؤلا من بين السيناريوهات الثلاث المعلن عنها، يجب أولا الوعي التام والإيمان المطلق من طرف الجميع ودون استثناء كما جاء ذلك في الخطاب الأخير للملك محمد السادس نصره الله بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب،  أن كوفيد-19 حقيقية لا بد من التعايش معها، ومتابعة سير حياتنا بوجوده مع احترام كلي للتدابير الوقائية وللإجراءات الاحترازية، من أجل ذلك يمكن إشراك جمعيات المجتمع المدني، كفاعلين رئيسيين وشركاء قرب من أجل التوعية والحسيس والمرافقة والتذكير بجميع سبل الوقاية وكذا بإشراكها في تنظيم أفضل لعمليات التسجيل والدخول المدرسي أو حتى في عمليات تعقيم المؤسسات التربوية والتعليمية.